شبكة قدس الإخبارية

احذر  .. اختبارات مارك الفيسبوكية تخترق خصوصيتك

هدى عامر

غزة- خاص قدس الإخبارية: "تعرف على موعد زواجك، وكيف يبدو أبناءك، ووظيفتك المستقبلية ومن تشبه من الفنانين والإعلاميين وانتهاءً بشكلك في كِبرك" .. اختبارات فيسبوكية ظهرت مؤخرًا على صفحات المستخدمين، يراها بعضهم سبيلًا للتسلية والمتعة، فيما يعتبرها البعض على الجانب الآخر مضيعة للوقت وتسلية تافهة قد تعود بخطورة أمنية أو اختراق.

الشابة عبير السكني 22 عامًا من مناصري التسلية، وهو ما بدا مُلاحظًا في صفحتها الشخصية، وما تحمله من مشاركات لنتائج الاختبارات الفيسبوكية الأخيرة، وصفت هذه الاختبارات بـ "الممتعة"، مع عدم التركيز على النواحي الأخرى.

وقالت عبير، "في رأيي أن الاختبارات تفتح باب الترفيه والتسلية، حتى أن البعض لا يتضايق لو كان صاحب حظ سيء بعد اجتياز الاختبار"، مضيفةً، "استمتع بها، لأنها تمنحني وقتًا من التركيز وحين أحصل على النتيجة أشعر بالإنجاز، لأنها تُخرج طاقات وتجعل الآخرين يتحدثون عن أنفسهم بطريقة جميلة".

على الجانب الآخر بدا الشاب عبد الله عبيد من الناقمين على الاختبارات ومختبريها، مهاجمًا على صفحته الشخصية ما اعتبره سطحية العقلية التي توصل إليها مستخدمو فيسببوك.

وقال عبيد، إن "هذه الاختبارات جاءت كي تزيد على الضياع والسطحية رقمًا جديدًا، فمستخدمو الفيسبوك بدوا ضائعين في بحر التطبيقات والنقل حتى اكتملت ختامًا بالاختبارات ومشاركتها".

واعتبر أنه من المصائب، أن يعتبرها بعض المهووسين بالتنبؤ المستقبلي إنجازًا فعليًا،- خاصة أنها قائمة على التوقع غير الصحيح، والإجابات جميعها غير دقيقة وإن صدقت مصادفة فهي أشبه بالتنجيم الكاذب".

وأشار إلى أن تغاضي القائمين بالاختبار عن الإذن بالوصول للمعلومات الشخصية هو من باب الجهل بخطورة هذا الأمر، مبينًا، أنها عاقبتها أن يبكي المستخدمون على اختراق حساباتهم فجأة والنشر باسمهم.

تخترق خصوصيتك

وقال مهندس البرمجيات هيثم النباهين، إن فيسبوك يقدم منصة ضخمة للمطورين لإنشاء تطبيقاتهم وربطها مواقعهم أو تطبيقاتهم على الهواتف الذكية، أو حتى إنشاء تطبيقات باستخدام مكتبات فيسبوك البرمجية  (Facebook SDK).

وأوضح لـ قُدس الإخبارية، أن كل تطبيق من التطبيقات يتطلب صلاحيات من منصة فيسبوك للوصول لبعض البيانات مثل الاسم، البريد الالكتروني وغيرها، مبينًا، أن الخطورة تكمن في حال كان مستخدم تطبيق فيسبوك شخص لا يهتم بقراءة تنبيه فيسبوك لصلاحيات التطبيق الذي يستخدمه.

وأشار النباهين إلى أن بعض التطبيقات تطلب الوصول للصور، وبعضها يطلب الوصول للرسائل وتعتبر هذه من أكثر البيانات سرية وخصوصية. كما يمكن للمبرمج الكتابة على جدارية المستخدم.

وبالحديث عن خطورة هذا الأمر، قال إنها تكمن في منح التطبيق المثبت صلاحيات عليا في النشر وقراءة الرسائل والوصول للصور حتى تلك التي تحمل خاصية (أنا فقط) - (only me)، كما أن التطبيقات والاختبارات المنتشرة مؤخرًا تقوم بنشر نفسها وذلك من خلال روابط تقوم بنشرها على جدارية المستخدم.

وحول تفاصيل الخطورة أوضح أنها تأتي من طريقين (من التطبيق نفسه، أو من فايروس تم زرعه على الحاسوب)، وأن هذا الفايروس على الحاسوب يتمكن من الاستيلاء على ما يسمى (token) ومن خلال هذا التوكين يتمكن إرسال ما يشاء.

واستذكر النباهين ما سبق في بعض التطبيقات التي كان هدفها الاستيلاء على حسابات المستخدمين، منها (تطبيق اكسب رصيد جوال مجانًا، شاهد مقاطع محذوفه من فيلم كذا، الخ..).

كما أشار إلى عشوائية الاختبارات الفيسبوكية الأخيرة، جميعها بلا استثناء عشوائية ونتائجها غير دقيقة، بحيث لو تم تتبع الاجابة لوجدت أخطاء، وأن هذا التقييم غير مبني على أساس واضح، مضيفاً أنها "غامضة وخطرة".

واستعراضًا لأساليب الحماية أوضح أنها بطريقتين، الأولى بتثبيت مضاد فيروسات والاهتمام بتحديثه، والثانية بإزالة التطبيقات غير المرغوب فيها، أو التي تشتبه في سلوكها من خلال إعدادات حسابك في فيسبوك، من قائمة "فيسبوك، اعدادات، التطبيقات، ثم إزالة التطبيق".